مولاي اسماعيل السلطان العلوي الذي وحد قبائل المغرب و تمرد عليه أبناءه .
مولاي اسماعيل أو إسماعيل بن علي الشريف كان سلطاناً مغربياً من سلالة العلويين. حكم من عام 1672 حتى 1727، بعد الرشيد بن محمد الشريف. وهو الابن السابع لمولاي الشريف .
شهدت فترة حكمه انتقال عاصمة المغرب إلى مدينة مكناس بعد أن كانت مراكش عاصمة المغرب قبل حكمه . في عهده كانت الدولة العلوية في أزهى أيامها.حيث شيد قصر متقن وأنصاب أخرى و جداراً طويلاً لحماية مكناس .
فترة حكمه
بعد توليه الحكم عمد المولى إسماعيل إلى إعادة تنظيم مؤسسة الجيش وأسس جيشا سمي بجيش "عبيد البخاري" الذي وصل عدد عناصره إلى 150 ألفا، فرقهم في نواحي البلاد وحصنهم في القلاع لضمان الاستقرار والهدوء في مختلف أرجاء مملكته . كما نجح تنظيم جيش "عبيد البخاري" في تحرير واسترجاع مجموعة من الثغور، كالمهدية وطنجة والعرائش وأصيلا، مع محاولة تحرير سبتة ومليلية . ونجح الجيش أيضا في وظائف عديدة أبرزها تأمين السواحل البحرية .
شهدت فترة حكم المولى إسماعيل أيضا تشييد ما يزيد عن 70 قصبة و القصر مع الجدار الذي سبق ذكره.
سياسته الخارجية و إنجازاته
أدرك السلطان مولاي إسماعيل أن الدول الأوروبية تتحد ضد أي خطر إسلامي رغم فرقتها. كما اقترح عليه سفيره عبد الله بن عائشة، فكرة الزواج بالأميرة الفرنسية ماري آن دو بوربون، مع احتفاظها بدينها. فعرض على ماري آن دو بوربون ابنة لويس الرابع عشر ملك فرنسا، فرفض الملك الفرنسي . كما حاول مولاي إسماعيل التحالف معه غير أن ملك فرنسا رفض ذلك واكتفى ببعض المعاهدات التجارية مع مملكة مراكش .
شهدت فترة حكم السلطان مولاي إسماعيل استرجاع طنجة سنة 1095 هـ بعد حصار طويل بقيادة قائده أبي الحسن علي بن عبد الله الريفي، وأثناء حصاره لطنجة عقد إمارته للقائد عمر حدو لاسترداد المهدية التي كانت بيد الإسبان، وكان معظم الجيش من أهل جبال الريف، استسلمت الحامية الأسبانية يوم الخميس 14 ربيع الثاني 1092هـ. وحرر العرائش من يد الأسبان سنة 1101 هـ، بعد حصارها ثلاثة شهور ونصف بقيادة القائد أبي العباس أحمد بن حدو البطوني، وبلغ عدد أفراد الحامية الأسبانية 3.200، أسر منهم ألفان فسيقوا إلى مكناس حيث استخدموا في بناء القصور وترميم البعض الآخر. توجه الجيش إلى أصيلا المحتلة من قبل البرتغال فحاصرها سنة كاملة قبل أن يملكوها في السنة الثانية، وتعمد السلطان إسكان أهل الريف في هذه المدينة أيضا كما فعل من قبل في العرائش لحفظها من الاطماع الاجنبية و أطماع الخونة .
أبناء المولى إسماعيل
مصادر عديدة عربية وأجنبية تحدثت عن عدد أبناء المولى إسماعيل، حتى إنه كان موضوع دراسة تطرقت إلى مدى إمكانية إنجابه 1171 ابنا بين الإناث والذكور من "أربع زوجات و500 من المحظيات".
حسب الدبلوماسي الفرنسي، دومينيك بيسنو، الذي عاصر السلطان وكان يتردد على المغرب، يشير إلى أن عدد أبناء السلطان بلغ 1171، وحسب بيسنو إن أنجب مولاي إسماعيل كل أولئك الأبناء من زوجاته الأربع ومن 500 من جواريه. وحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية تشير إلى أن السلطان مولاي إسماعيل هو صاحب الرقم القياسي العالمي من حيث عدد الأبناء الذين أنجبهم والذي بلغ عددهم 888 ابنا.
تمرد أبناءه
وزع المولى إسماعيل أبناءه نوابا له على عدد من المناطق. فتمرد مولاي أبي نصر الذي لم يتم تعيينه في أي منصب، وهاجم أخاه مولاي عبد المالك نائب السلطان على درعة فاحتلها .
وكان مولاي محمد العالم أحد أكبر أبناء السلطان علما وشأنا ونائبه على سوس، أعلن بدوره استقلال منطقته وسار نحو مراكش واحتلها. لكن ثورته فشلت و مات مقتولا بعدها، جاء الدور على مولاي زيدان الذي لم يتقبل مصير أخيه، فثار في مراكش رافضا سلطان والده، لكنه قتل أيضا بعدها عزل المولى إسماعيل باقي أبنائه من الأقاليم التي ولاهم إياها .
وفاته
توفي المولى إسماعيل عام 1727م ولم يعهد لأحد من أولاده . حيث عند اشتداد المرض به وأحساسه باقتراب أجله أرسل إلى الفقيه وهو صديقه، ووزيره اليحمدي ليستشيره في من يصلح من أولاده ليعهد إليه من بعده ليرد الاخير قائلا "إنه لا ولد لك"، ورد عليه السلطان صدقت والله .
ضريح مولاي اسماعيل |
التعليقات على الموضوع